يعتبر التحكيم من المراحل الأساسية في عملية إعداد البرامج والمواد التدريبية، وهي عملية ممتدة منذ بدء تصميم البرنامج التدريبي حتى الانتهاء من التصميم النهائي، والمراجعة البعدية لمدى الفاعلية، وقد حرصت شركة رواد المعرفة للتدريب والتعليم على أن يكون التحكيم شاملاً ومتكاملاً لجميع عناصر ومكونات أي مشروع تدريبي في عملية تفخر بتفردها وفق منهجية التحكيم لديها والتي تضمن - بإذن الله - جودة منتجاتها وخدماتها التدريبية.

وقد خضع مشروع التربوي الدولي INTEREDU إلى عمليات تحكيم في عدة مراحل، شارك فيها مستشارون وخبراء في التربية والتعليم والتدريب من أساتذة الجامعات المحلية والعربية والدولية.

منهجية الرواد في بناء المبادرات والبرامج التدريبية

يتبع مشروع التربوي الدولي INTEREDU منهجية الرواد في بناء المبادرات والبرامج التدريبية، حيث مرت عمليات بنائه بمراحل متعاقبة، ومراحل متوازنة، ولكل مرحلة منها منهجية علمية تشمل جميع الإجراءات؛ ابتداءً من تصميمه، ومروراً بعمليات التعاقد والتنفيذ والتحكيم ، وانتهاءً بالتصميم الفني والإخراج النهائي

مراحل تحكيم مشروع التربوي الدولي INTEREDU

تم إخضاع أفكار ومكونات مشروع التربوي الدولي INTEREDU ، وكذلك المادة العلمية في كل برامجه لعملية تدقيق وتحكيم ومراجعة صارمة من قبل خبراء في المجال بهدف التطوير والتحسين المستمر. وقد تمت عمليات التحكيم والتطوير هذه في سبع مراحل.

وفيمـــــا يلــــــي شرحــــــاً لكـــل مرحــلــــــة مـن مراحـــــل تحكيـــــم مشــــــــروع التربوي الدولي INTEREDU :

أولاً: تحكيم الوثيقة الأساسية المشروع

وهو التحكيم الشامل للمشروع بصورة عامة؛ ابتداءً من فلسفته ومنطلقاته ونظرياته التي اعتمد عليها فريق الإعداد والبرامج المكونة له وعمليات التدريب والتقويم والخدمات المساندة، وقد امتدت هذه العملية على مدى مسيرة بناء المشروع حتى انتهائه، على النحو التالي:

حيث بدأ المشروع ببناء وثيقة خاصة به من قبل خبراء ومستشاري الشركة، بناء على دراسة لخطط المملكة الاستراتيجية، ودراسة لواقع التعليم العالمي في المملكة، نتج عنها تطوير منطلقاته، وغاياته، وأهدافه. ثم استراتيجية تنفيذه بصورة مبدئية بناء على اطلاع تحليلي معمق لبرامج إعداد المعلمين وتأهيلهم ومعايير مهنة التعليم في دول العالم المختلفة، منها: المملكة العربية السعودية، استراليا، إنجلترا، فرنسا، كندا، كوريا، ماليزيا، سنغافورة، أمريكا، هولندا، اليابان، ، مصر، البحرين، الأردن، وغيرها.

وقد تم عرض الوثيقة ومناقشتها مع مجموعة من الخبراء والمستشارين من المدارس العالمية، وأساتذة الجامعات، ثم عقد ورشة عمل تحليلية للوثيقة من قبلهم لتطوير الوثيقة ونماذج البناء والتنفيذ للمشروع.

ثانياً: التحكيم العلمي الداخلي

تم تحكيم كل برنامج تدريبي من عدد من المحكمين المتخصصين في موضوع البرنامج، وكذلك ممن لديهم دراية في تطوير المحتوى التدريبي. وهذا النوع من التحكيم المعمق شمل المادة العلمية، وتسلسل النشاطات وأهدافها ومدى مساهمة مخرجات التعلم في تحقيق أهداف البرنامج ككل.

وتبدأ عملية التحكيم العلمي الداخلي من قبل خبراء مختصين في عملية التدريب وإعداد الحقائب التدريبية وفقاً لمدى توافق البرنامج التدريبي وأدواته كالحقائب التدريبية مع دليل إعداد البرنامج التدريبي، ودليل تصميم البرنامج التدريبي، ومعايير إعداد الحقائب التدريبية.

وتم بناء عليه تقديم تغذية راجعة للمعد على شكل تقرير مراجعة داخلي، حيث يقوم المعد بالتعديلات التي تجعل من المنتج التدريبي متوافقاً مع عناصر منهجية الشركة في إعداد الحقائب وفقاً للعقد المبرم بينها وبين المعد والوصول إلى مستوى أنه قابل للتحكيم ليتم تحويله إلى المحكم العلمي المختص من أساتذة الجامعات أو خبراء التدريب في مجال محتوى البرنامج التدريبي، الذين تتعامل وتتعاقد معهم الشركة بعد الاطلاع على سيرهم الذاتية، ومقابلتهم شخصياً مع توصية من قبل من تعامل معهم سابقاً، وتتأكد من توجهاتهم المتعلقة بالتدريب والمحتوى، على أن يكون كل منهم ممن لديهم الشهادة والمعرفة العلمية الملائمة، ولديه الخبرة في عملية التدريب.

ويكون التحكيم تحكيماً تطويرياً، أي أن المحكم عند تقديمه لتقرير التحكيم بتقديم توجيهات صريحة ومحددة لتطوير المنتج التدريبي بناء على اطلاعه وخبرته ومعرفته، وليس مجرد إطلاق الحكم أو إعطاء تقدير كمي، يطلع المحكم على المنتج التدريبي مرتين على الأقل، هما:

تحكيم البرنامج لأول مرة وفق نموذج التحكيم المعتمد في الشركة، والذي يعتبر الحد الأدنى لتقرير التحكيم.

وفي المرة الثانية يتم التحقق من التعديلات وفق التوصيات التي تم إدراجها في تقرير التحكيم، ويشير لها صراحة في التقرير.

ويتم الاتفاق مع المحكم على أن ينظر إلى:

مستوى التحكيم الداخلي:

وهـو التحكيـم الـذي تـم مـن قبـل خبـراء مختصيـن فـي عمليـة التدريـب وإعـداد الحقائـب التدريبيــة وفقـاً لمــدى توافــق البرنامــج التدريبــي وأدواتــه كالحقائــب التدريبيــة مــع دليــل إعـداد البرامـج التدريبيـة فـي الشـركة، ودليـل تصميـم البرنامـج التدريبـي، ومعاييـر إعـداد الحقائــب التدريبيــة.

وتـم بنـاء عليـه تقديـم تغذيـة راجعـة للمعـد علـى شـكل تقريـر مراجعـة داخلـي حيـث يقـوم بالتعديـلات التـي تجعـل مـن المنتـج التدريبـي متوافقـاً مـع عناصـر منهجيتهـا فـي إعـداد الحقائـب وفقـاً للعقـد المبـرم بيـن الشـركة والمعـد والوصـول إلـى درجــة أنــه قابــل للتحكيــم ليتــم تحويلــه إلــى المحكــم الخارجــي.

مستوى التحكيم من قبل مستشار أو خبير خارجي:

وهــو التحكيــم الــذي تــم مــن قبــل خبــراء ومتختصيــن مــن أســاتذة الجامعــات أو خبــراء التدريـب فـي مجـال محتـوى البرنامـج التدريبـي، الذيـن تتعامـل وتتعاقـد معهـم الشـركة بعـد االطـاع علـى سـيرهم الذاتيـة، ومقابلتهـم شـخصيًا مـع توصيـة مـن قبـل مـن تعامـل معهــم ســابقًا، وتتأكــد مــن توجهاتهــم المتعلقــة بالتدريــب والمحتــوى، علــى أن يكــون كل منهـم ممـن لديهـم الشـهادة والمعرفـة العلميـة المالئمـة، ولديـه الخبـرة فـي عمليـة التدريــب.

وأخـذ منحـى التحكيـم الخارجـي تحكيماً تطويريـاً، أي قـام المحكـم عنـد تقديمـه لتقرير التحكيـم بتقديـم توجيهـات صريحـة ومحـددة لتطويـر المنتـج التدريبـي بنـاء علـى اطلاعـه وخبرتـه ومعرفتـه، وليـس مجـرد إطلاق الحكـم أو إعطـاء تقديـر كمـي، واطلـع المحكـم علـى المنتـج التدريبـي مرتيـن علـى الأقـل، همـا:

تحكيـم الحقيبـة لأول مـرة وفـق نمـوذج التحكيـم المعتمـد فـي الشـركة، والـذي يعتبـر الحــد الأدنــى لتقريــر التحكيــم

التحقـق مـن التعديلات وفـق التوصيـات التـي تـم إدراجهـا فـي تقريـر التحكيـم، ويشـير لهـا صراحــة علــى تقريــر التحكيــم.

وتم الاتفاق مع المحكم الخارجي على أن ينظر إلى:

تصميم البرنامج التدريبي وتطويره معرفيًا من حيث الحداثة، والشمولية.
المحتـوى النظـري فـي مـدى حداثتـه وعمقـه وشـموليته وموثوقيتـه، وملاءمتـه للفئــة المتســهدفة مــن حيــث المســتوى واللغــة المســتخدمة.
مدى تحقيق البرنامج التدريبي للنواتج المتوقعة من التدريب.
مــدى ملاءمــة الأنشــطة التدريبيــة للوقــت، ولتحقيــق الأهــداف، ومبــادئ تعلــم الكبــار، وتنوعهــا مــن حيــث أســاليب التعلــم المختلفــة.
مــدى توافــر الأنشــطة التأمليــة، والتقويــم المناســب للمعــارف والمهــارات ا لمســتهد فة
إمكانية التطوير والتحديث بناء على نتائج الأبحاث الحديثة.
مـدى ملاءمـة العـرض التقديمـي لطريقـة إدارة الجلسـة، وسـير البرنامـج التدريبـي مــن حيــث المحتويــات والأنشــطة.

ثالثاً: التحكيم العلمي الخارجي

بعد الانتهاء من توصيف جميع البرامج المكونة للمشروع تم اختبار عدد من الجامعات والمؤسسات العلمية المتخصصة في تدريب المعلمين وهي:

جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن
الجامعة الأردنية بالمملكة الاردنية الهاشمية
جامعة نيوجيرسي للتقنية (New Jersey Institute of Technology (NJIT), New Jersey, USA)
معهد التربية الوطني بسنغافورة National Institute of Education (NIE), Singapore

وجميع تلك المؤسسات العلمية درست المشروع وابدت بعض الملاحظات العلمية واصدرت افادات تحكيم علمي للمشروع وفق الإجراءات العلمية المعتادة لتحكيم البرامج الجامعية والدبلومات المتخصصة.

رابعاً: التدقيق اللغوي

بعد الانتهاء من مراحل التحكيم والتطوير، تم تدقيق اللغة من قبل مختصين باللغة العربية وخبراء تعليم اللغة لغير الناطقين بها وخبراء اللغة الإنجليزية وبعض الناطقين بها كلغتهم الأم (Native Speakers) – وذلك وفقاً لمحتوى المادة التدريبية

خامسا: تدقيق النسخ الرقمية

جــاءت هــذه المرحلــة فــي خطوتيــن؛ تــم فــي الخطــوة الأولــى مراجعــة الحقائــب الرقميــة مــن محكمــي ومعــدي البرامــج، وفــي الخطــوة الثانيــة تــم إعــــادة التـــدقيــــــق اللغــــوي لنسخــــــة الحقيبـــــة الرقميـــــة. راجــــع نظــــــام إدارة التدريــــب الإلكتـرونـــــــــــي: ( ,Marifah,معرفة)

سادساً: التطبيق التجريبي

بعد إنجاز 35% من البرامج التدريبية، تم تأهيل 4 مدربات من مشرفات ورؤساء الأقسام في المدارس العالمية، وتدريب 21 متدربة من المعلمات السعوديات في مدارس الرواد العالمية في مسار رياض الأطفال، بواقع 125 ساعة تدريبية (مايو ويونيو 2015)، وذلك بغرض تقويم فاعلية منهجية البناء والتنفيذ، وتم بناء على ما تم جمعه من بيانات وتحليلها إلى مجموعة من التعديلات التي أثْرت عملية بناء باقي البرامج.

سابعاً: التقويم قبل وأثناء وبعد التنفيذ

تتضمن جميع برامج التربوي الدولي INTEREDU أدوات ووسائل تقويم في ضوء منحنى التثليث Triangulation بحيث تتوفر أنواع بيانات متعددة من مصادر مختلفة وفي أزمنة متفاوتة وتسير جنباً إلى جنب مع مسار البرنامج التدريبي للتحقق من فاعلية - المحتوى - المدرب - تعلم المتدرب والبيئة التدريبية.